{ حم } قُضي ما هو كائن. { تنزيل الكتاب } ابتداءٌ، وخبره: { من الله العزيز العليم }. { غافر الذنب } لمن قال لا إله إلاَّ الله { وقابل التوب } ممن قال: لا إله إلاَّ الله { شديد العقاب } لمَنْ لم يقل لا إله إلاَّ الله. { ذي الطول } الغنى والسَّعة. { ما يجادل في آيات الله } أَيْ: في دفعها وإبطالها. { فلا يغررك تقلبهم } تصرُّفهم { في البلاد } للتِّجارت، أَيْ: سلامتهم بعد كفرهم حتى إنَّهم يتصرَّفون حيث شاؤوا؛ فإنَّ عاقبتهم كعاقبة مَنْ قبلهم من الكفَّار، وهو قوله: { كذبت قبلهم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم } أي: الذين تحزَّبوا على انبيائهم بالمخالفة والعداوة كعادٍ وثمود { وهمَّت كلُّ أمة برسولهم ليأخذوه } أَيْ: قصدت كلُّ أمة رسولها ليتمكَّنوا منه فيقتلوه { وجادلوا } بباطلهم { ليدحضوا } ليدفعوا { به الحق فأخذتهم } فعاقبتهم { فكيف كان عقاب } استفهام تقرير. { وكذلك } ومثل ما ذكرنا { حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار } يعني: قوله:{ لأملأنَّ جهنم منك وممن تبعك... } الآية. ثمَّ أخبر بفضل المؤمنين وأنَّ الملائكة يستغفرون لهم فقال: { الذين يحملون العرش ومَنْ حوله } من الملائكة، وقوله: { ربنا وسعت كلَّ شيءٍ رحمةً وعلماً } أَيْ: وسعت رحمتك كلَّ شيء، وعلمتَ كلَّ شيء.