{ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة } أَيْ مواضع الصَّلاة، أيْ: المساجد { وأنتم سكارى } نُهوا عن الصَّلاة وعن دخول المسجد في حال السُّكْر، وكان هذا قبل نزول تحريم الخمر، وكان المسلمون بعد نزول هذه الآية يجتنبون السُّكْر والمُسكر أوقات الصَّلاة، والسَّكران: المُختلط العقل الذي يهذي، ولا يستمرُّ كلامه، ألا ترى أنَّ الله تعالى قال: { حتى تعلموا ما تقولون } فإذا علم ما يقول لم يكن سكران، ويجوز له الصَّلاة ودخول المسجد { ولا جُنباً } أَيْ: ولا تقربوها وأنتم جنبٌ { إلاَّ عابري سبيل } إلاَّ إذا عبرتم المسجد فدخلتموه من غير إقامةٍ فيه { حتى تغتسلوا } من الجنابة { وإنْ كنتم مرضى } أَيْ: مرضاً يضرُّه الماء كالقروح، والجُدّري، والجراحات { أو على سفر } أَيْ: مسافرين { أو جاء أحدٌ منكم من الغائط } أو الحدث { أو لامستم النساء } أَيْ: لمستموهنَّ بأيديكم { فلم تجدوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صعيداً طيباً } تمسَّحوا بترابٍ طيِّبٍ مُنبتٍ. { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب } وهم اليهود { يشترون الضلالة } أَيْ: يختارونها على الهدى بتكذيب محمَّدٍ عليه السَّلام { ويريدون أن تضلوا السبيل } أن تضلُّوا أيُّها المؤمنون طريق الهدى.