الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } * { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ }

{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } بارتكاب الكبائر والفواحش، نزلت في قومٍ من أهل مكَّة همُّوا بالإسلام، ثمَّ قالوا: إنَّ محمداً يقول: إنَّ مَنْ عبد الأوثان، واتَّخذ مع الله آلهةً، وقتل النَّفس لا يُغفر له، وقد فعلنا كلَّ هذا، فأعلم الله تعالى أنَّ مَنْ تاب وآمن غفر الله له كلَّ ذنب، فقال: { لا تقنطوا من رحمة الله... } الآية.

{ وأنيبوا إلى ربكم } أَيْ: ارجعوا إليه الطَّاعة { وأسلموا } وأطيعوا { له }.

{ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم } أَيْ: القرآن، كقوله: { اللَّهُ نزَّل أَحسنَ الحَديثِ } وقوله:

{ أن تقول نفس يا حسرتى } أَيْ: افعلوا ما أمرتكم به من الإنابة واتِّباع القرآن خوفَ أن تصيروا إلى حالةٍ تقولون فيها هذا القول. وقوله: { على ما فرطت في جنب الله } أَيْ: قصَّرت في طاعة الله، وسلوك طريقة { وإن كنت لمن الساخرين } أَيْ: ما كنت إلاَّ من المستهزئين بدين الله تعالى وكتابه.