{ إنْ كلٌّ } ما كلٌّ من هؤلاء { إلاَّ كذَّب الرسل فحقَّ } فوجب { عقاب }. { وما ينظر هؤلاء } أَيْ: ما ينتظر هؤلاء كفار مكَّة { إلاَّ صيحة واحدة } وهي نفخة القيامة { ما لها من فواق } رجوعٌ ومردٌّ. { وقالوا ربنا عجِّلْ لنا قطنا } كتابنا وصحيفة أعمالنا { قبل يوم الحساب } وذلك لمَّا نزل قوله:{ فأمَّا مَنْ أوتي كتابه بيمينه }{ وأمَّا مَنْ أوتي كتابه بشماله } سألوا ذلك، فنزلت هذه الآية. وقوله: { داود ذا الأيد } أي: ذا القوَّة في العباد { إنَّه أوَّابٌ } رجَّاع إلى الله سبحانه. { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن } يجاوبنه بالتَّسبيح { بالعشي والإِشراق } يعني: الضُّحى. { والطير } أَيْ: وسخَّرنا الطَّير { محشورة } مجموعةً { كلٌّ له } لداود { أواب } مطيعٌ يأتيه ويسبِّح معه. { وشددنا ملكه } بالحرس، وكانوا ثلاثةً وثلاثين ألف رجلٍ يحرسون كلَّ ليلةٍ محرابه. { وآتيناه الحكمة } الإِصابة في الأمور { وفصل الخطاب } بيان الكلام، والبصر في القضاء، وهو الفصل بين الحقِّ والباطل. { وهل أتاك نبأ الخصم } يعني: الملكين اللذين تصوَّرا في صورة خصمين من بني آدم { إذ تسوروا المحراب } علوا غرفة داود عليه السَّلام. { إذ دخلوا على داود ففزع منهم } لأنَّهما دخلا بغير إذنٍ في غير وقت دخول الخصوم { قالوا لا تخف خصمان } أَيْ: نحن خصمان { بغى بعضنا على بعض } أَيْ: ظلم بعضنا بعضاً { فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط } ولا تَجُرْ { واهدنا إلى سواء الصراط } إلى طريق الحقِّ. { إنَّ هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة } يعني: امرأة { ولي نعجة واحدة } أَي: امرأةٌ { فقال أكفلنيها } أَي: انزل عنها واجعلني أنا أكفلها { وعزَّني في الخطاب } غلبني في الاحتجاج لأنَّه أقوى مني. وأقدر على النُّطق، وهذا القول من الملكين على التّمثيل لا على التَّحقيق، كأنَّ القائل منهما قال: نحن كخصمين هذه حالهما، فلمَّا قال هذا أحد الخصمين اعترف له الآخر.