{ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض } أَيْ: جعلكم أُمَّةً خلقت مَنْ قبلها من الأمم. { قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني } أخبروني عنهم { ماذا خلقوا من الأرض }. أَيْ: بأيِّ شيءٍ أوجبتم لهم الشِّركة مع الله، أَلخلقٍ خلقوه من الأرض { أم لهم شرك في } خلق { السموات أم آتيناهم } أعطينا المشركين { كتاباً } بما يدَّعونه من الشِّرك { فهم على بيَّنةٍ } من ذلك الكتاب { بل إن يعد الظالمون } ما يعد بعض الظالمين بعضاً { إلاَّ غروراً } أباطيل. { إنَّ الله يمسك السموات والأرض أن تزولا } لئلا تزولا وتتحرَّكا { ولئن زالتا } ولو زالتا { إن أمسكهما } ما أمسكهما { من أحدٍ من بعده } سوى الله تعالى. { وأقسموا بالله جهد إيمانهم } يعني: المشركين، كانوا يقولون قبل بعثه محمد صلى الله عليه وسلم لئن أتانا رسولٌ { ليكونن أهدى من إحدى الأمم } أَيْ: من اليهود والنَّصارى والمجوس { فلما جاءهم نذير } هو النبيُّ صلى الله عليه وسلم { ما زادهم } مجئيه { إلاَّ نفوراً } عن الحقِّ. { استكباراً في الأرض } أَيْ: استكبروا عن الإيمان استكباراً، { ومكر السَّيِّىء } ومكروا المكر السَّيِّىءَ، وهو مكرهم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ليقتلوه { ولا يحيق } أَيْ: يحيط { المكرُ السيِّىء إلاَّ بأهله } فحاق بهم مكرهم يوم بدرٍ. { فهل ينظرون } بعد تكذيبك { إلاَّ سنة الأولين } يعني: العذاب.