{ الحمد لله } على جهة التَّعظيم { الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة } لأنَّ أهل الجنَّة يحمدونه. { يعلم ما يلج في الأرض } يدخل فيها من الماء والأموات { وما يخرج منها } من النَّبات { وما ينزل من السماء } من الأمطار { وما يعرج } يصعد { فيها } من الملائكة. { وقال الذين كفروا } يعني: منكري البعث: { لا تأتينا الساعة } أَيْ: لا نبعث { قل } لهم يا محمَّدُ: { بلى وربي لَتَأتينَّكم عالمِ الغيب } بالخفض من نعت قوله: { وربي } وبالرَّفع على معنى: هو عالم الغيب، وقوله: { لا يعزب } مفسَّرٌ في سورة يونس، وقوله: { ليجزي } يعود إلى قوله: { لتأتينكم } معناه: لتأتينَّكم السَّاعة { ليجزي الذين آمنوا... } الآية. { والذين سعوا في آياتنا } مفسَّر في سورة الحج. { ويرى الذين أوتوا العلم } يعني: مؤمني أهل الكتاب { الذي أنزل إليك من ربك } وهو القرآن { هو الحقَّ ويهدي إلى صراط العزيز } القرآن. { وقال الذين كفروا } إنكاراً للبعث وتعجُّباً منه: { هل ندلكم على رجل } وهو محمَّد صلى الله عليه وسلم { ينبئكم إذا مزقتم كلَّ ممزق } أَيْ: فُرِّقتم وصرتم رُفاتاً { إنكم لفي خلق جديد } أَيْ: تُبعثون. { أفترى على الله كذباً } فيما يُخبر به من البعث { أم به جنة } حالةُ جنونٍ. قال الله تعالى: { بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد }.