الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ } * { قُلْ أَرُونِيَ ٱلَّذيِنَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَآءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحْكِيمُ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ قل من يرزقكم من السموات } المطر { و } من { الأرض } النَّبات، ثمَّ أمره أن يخبرهم فقال: { قل الله } أَيْ: الذي يفعل ذلك الله، وهذا احتجاجٌ عليهم، ثمَّ أمره بعد إقامة الحجَّة عليهم أن يُعرَّض بكونهم على الضَّلال فقال: { وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين } أَيْ: نحن أو أنتم إمَّا على هدىً أو ضلالٍ، والمعنى: أنتم الضَّالون حيث أشركتم بالذي يرزقكم من السَّماء والأرض، وهذا كما تقول لصاحبك إذا كذب: أحدنا كاذبٌ، وتعنيه، ثمَّ بيَّن براءته منهم ومن أعمالهم فقال:

{ قل لا تسألون عما أجرمنا... } الآية. وهذا كقوله تعالى:لكم دينكم ولي دين } ثمَّ أخبر أنَّه يجمعهم في القيامة، ثمَّ يحكم بينهم، وهو قوله تعالى:

{ قل يجمع بيننا ربنا ثمَّ يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم }.

{ قل أروني الذين ألحقتم به شركاء } ألحقتموهم بالله تعالى في العبادة، يعني: الأصنام، أَيْ: أرونيهم هل خلقوا شيئاً، وهذه الآية مختصرةٌ، تفسيرها قوله تعالى:قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دُونِ اللَّهِ أروني ماذا خلقوا من الأرضِ أَمْ لهم شِركٌ في السَّموات } ثمَّ قال: { كلا } أيْ: ليس الأمر على ما يزعمون { بل هو الله العزيز الحكيم }.

{ وما أرسلناك إلاَّ كافَّة للناس } جامعاً لهم كلَّهم بالإِنذار والتَّبشير { ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون } ذلك.