الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً } * { مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً }

{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه } بالإسلام، يعني: زيداً { وأنعمت عليه } بالإِعتاق: { أمسك عليك زوجك واتق الله } فيها، وكان صلى الله عليه وسلم يحبُّ أن يتزوَّج بها، إلا أنَّه آثر ما يجب من الأمر بالمعروف، وقوله: { وتخفي في نفسك ما الله مبديه } أن لو فارقَها تزوَّجتها، وذلك أنَّ الله تعالى كان قد قضى ذلك، وأعلمه أنَّها ستكون من أزواجه، وإأنَّ زيداً يُطلِّقها { وتخشى الناس } تكره قالة النَّاس لو قلت: طَلِّقْها، فيقال أمر رجلاً بطلاق امرأته، ثمَّ تزوَّجها { والله أحقُّ أن تخشاه } في كلِّ الأحوال، ليس أنَّه لم يَخْشَ الله في شيءٍ من هذه القضيَّة، ولكن ذكر الكلام ها هنا على الجملة. وقيل والله أحقُّ أن تستحيي منه، فلا تأمر زيداً بإمساك زوجته بعد إعلام الله سبحانه إياك أنها ستكون زوجتك، وأنت تستحيي من النَّاس وتقول: أمسك عليك زوجك. { فلما قضى زيد منها وطراً } حاجته من نكاحها { زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج... } الآية. لكيلا يظنَّ ظانٌّ أنَّ امرأة المتبنَّى لا تحلُّ للمتبنِّي، وكانت العرب تظنُّ ذلك، وقوله: { وكان أمر الله مفعولاً } كائناً لا محالة، وكان قد قضى في زينب أن يتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{ ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له } فيما أحلَّ له من النِّساء { سنة الله في الذين خلوا من قبل } يقول: هذه السُّنَّة قد مضت أيضاً لغيرك. يعني: كثرة أزواج داود وسليمان عليهما السَّلام، والمعنى: سنَّ الله له سنَّةٌ واسعةً لا حرج عليه فيها { وكان أمر الله قدراً مقدوراً } قضاءً مقضياً.