الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَ ٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } * { وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } * { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } * { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً }

{ وقرن في بيوتكن } أمرٌ لهنَّ من الوقار والقرار جميعاً { ولا تبرجن } ولا تُظهرن المحاسن كما كان يفعله أهل الجاهليَّة، وهو ما بين عيسى ومحمد صلوات الله عليهما. { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس } وهو كلُّ مُستَنكرٍ ومُستقذَرٍ من عملٍ { أهل البيت } يعني: نساء النبيِّ صلى الله عليه وسلم ورجال أهل بيته.

{ واذكرن ما يتلى في بيوتكنَّ من آيات الله } يعني: القرآن { والحكمة } يعني: السُّنَّة.

{ إنَّ المسلمين والمسلمات... } الآية. قالت النِّساء: ذكر الله تعالى الرِّجال بخيرٍ في القرآن، ولم يذكر النِّساء بخيرٍ، فما فينا خيرٌ يُذكر، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

{ وما كان لمؤمن ولا مؤمنة... } الآية. نزلت في عبد الله بن جحش وأخته زينب، خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه زيد بن حارثة، وظنَّت أنَّه خطبها لنفسه، فلمَّا علمت أنًّه يريدها لزيدٍ كرهت ذلك، فأنزل الله تعالى: { وما كان لمؤمن } يعني: عبد الله بن جحش { ولا مؤمنة } يعني: أخته زينب { إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } أَيْ: الاختيار، فأعلم أنَّه لا اختيار على ما قضاه الله ورسوله، وزوَّجها من زيدٍ، ومكثت عنده حيناً، ثمَّ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى زيداً ذات يومٍ لحاجة، فأبصرها قائمةً في درعٍ وخمارٍ، فأعجبته وكأنَّها وقعت في نفسه، وقال: سبحان الله مُقلِّب القلوب، فلمَّا جاء زيدٌ أخبرته بذلك، وأُلقي في نفس زيدٍ كراهتها، فأراد فراقها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أفارق صاحبتي؛ فإنَّها تؤذيني بلسانها.