الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ } * { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

{ فمن حاجَّك } خاصمك { فيه } في عيسى { من بعد ما جاءَك من العلم } بأنَّ عيسى عبد الله ورسوله { فقل تعالوا } هلمُّوا { ندع أبناءَنا وأبناءَكم } " لمَّا احتجَّ الله تعالى على النَّصارى من طريق القياس بقوله: { إنّ مثل عيسى عند الله... } الآية أمر النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يحتجَّ عليهم من طريق الإِعجاز، فلمَّا نزلت هذه الآية دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران إلى المباهلة، وهي الدُّعاء على الظَّالم من الفريقين، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وعليٌّ وفاطمة عليهم السَّلام وهو يقول لهم: إذا أنا دعوتُ فأمِّنوا " ، فذلك قوله: { ندع أبناءَنا... } الآية. وقوله: { وأنفسنا وأنفسكم } يعني: بني العمِّ { ثمَّ نبتهل } نتضرع في الدُّعاء وقيل: ندعو بالبَهلةَ، وهي اللَّعنة، فندعوا الله باللَّعنةِ على الكاذبين، فلم تُجبه النَّصارى إلى المباهلة خوفاً من اللَّعنه، وقَبِلوا الجزية.

{ إنَّ هذا } الذين أوحيناه إليك { لهو القصص الحق } الخبر الصِّدق.

{ فإن تولوا } أعرضوا عمَّا أتيت به من البيان { فإنَّ الله } يعلمُ مَنْ يفسد من خلقه فيجازيه على ذلك.

{ قل يا أهل الكتاب } يعني: يهود المدينة، ونصارى نجران { تعالوا إلى كلمة سواءٍ } معنى الكلمة: كلامٌ فيه شرحُ قصَّةٍ { سواءٍ } عدلٍ { بيننا وبينكم } ثمَّ فسرَّ الكلمة فقال: { ألاَّ نعبدَ إلاَّ الله ولا نشرك به شيئاً } أَيْ: لا نعبد معه غيره { ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله } كما اتَّخذت النَّصارى عيسى، وبنو إسرائيل عُزيراً. وقيل: لا نطيع أحداً في معصية الله، كما قال الله في صفتهم لمَّا أطاعوا في معصيته علماءهم:اتخذوا أحبارهم... } الآية. { فإن تولوا } أعرضوا عن الإِجابة { فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } مُقِرِّون بالتَّوحيد.