الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِّن ٱلْمُمْتَرِينَ }

{ إنَّ مثل عيسى... } الآية. نزلت في وفد نجران حين قالوا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ولداً من غير ذَكَرٍ؟ فاحتجَّ الله تعالى عليهم بآدم عليه السَّلام، أَيْ: إنَّ قياس خلق عيسى عليه السَّلام من غير ذَكَرٍ كقياس خلق آدم عليه السَّلام، بل الشَّأنُ فيه أعجب؛ لأنَّه خُلق من غير ذكر ولا أنثى، وقوله: { عند الله } أَيْ: في الإنشاء والخلق، وتَمَّ الكلام عند قوله: { كمثل آدم } ثمَّ استأنف خبراً آخر من قصَّة آدم عليه السَّلام، فقال: { خلقه من تراب } أَيْ: قالباً من تراب { ثم قال له كن } بشراً { فيكون } بمعنى فكان.

{ الحقُّ من ربِّك } أَي: الذي أَنْبَأْتُكَ من خبر عيسى الحقُّ من ربِّك { فلا تكن من الممترين } أَيْ: من الشَّاكِّين. الخطاب للنبيِّ عليه السَّلام، والمرادُ به نهيُ غيره عن الشَّكِّ.