الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } * { وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ }

{ إذ قالت الملائكة } يعني: جبريل عليه السَّلام: { يا مريم إنَّ الله يبشرك بكلمة منه } يعني: عيسى عليه السَّلام؛ لأنَّه في ابتداء أمره كان كلمة من الله، وكُوِّن بكلمة منه، أَيْ: من الله { اسمه المسيح } وهو معرَّب من مشيحا بالسِّريانية، لقبٌ لعيسى ثمَّ فَسَّر وبيَّن من هو فقال: { عيسى ابن مريم وجيهاً } أَيْ: ذا جاهٍ وشرفٍ وقدرٍ { في الدنيا والآخرة ومن المقربين } إلى ثواب الله وكرامته.

{ ويكلم الناس في المهد } صغيراً { وكهلاً } أَيْ: يتكلَّم بالنُّبوَّة كهلاً. وقيل: بعد نزوله من السَّماء { ومن الصالحين } يريد: مثل موسى ويعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم السِّلام.

{ قالت } مريم مُتعجِّبةً: { أنى يكون لي ولد } من غير مسيس بشرٍ؟ { قال كذلك الله يخلق ما يشاء } مثل ذلك من الأمر، وهو خلق الولد من غير مسيس بشرٍ، أَي: الأمر كما تقولين، ولكنَّ الله { إذا قضى أمراً } ذُكر في سورة البقرة [إلى آخرها].

{ ويعلمه الكتاب } أراد: الكتابة والخطَّ.