الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } * { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ }

{ يوم تجد كلُّ نفسٍ } أَيْ: ويحذّركم الله عذاب نفسه يوم تجد، أَيْ: في ذلك اليوم، وقوله: { ما عملت من خير محضراً } أَيْ: جزاء ما عملت بما ترى من الثَّواب { وما عملت من سوء تودُّ لو أنَّ بينها وبينه أمداً بعيداً } غاية بعيدةً كما بين المشرق والمغرب.

{ قل } [أي: للكفَّار] { إن كنتم تحبون الله }. وقف النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على قريشٍ وهم يسجدون للأصنام، فقال: يا معشر قريش، واللَّهِ لقد خالفتم ملَّة أبيكم إبراهيم، فقالت قريش: إنَّما نعبد هذه حبّاً لله ليقرِّبونا إلى الله، فأنزل الله تعالى: { قل } يا محمد { إن كنتم تحبون الله } وتعبدون الأصنام لتقرِّبكم إليه { فاتبعوني يحببكم الله } فأنا رسوله إليكم، وحجَّته عليكم، ومعنى محبَّة العبد لله سبحانه إرادته طاعته وإيثاره أمره، ومعنى محبَّة الله العبد إرادته لثوابه وعفوه عنه وإنعامه عليه.

{ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا } عن الطَّاعة { فإنَّ الله لا يحب الكافرين } لا يغفر لهم ولا يثني عليهم.

{ إنَّ الله اصطفى آدم } بالنُّبوَّة والرِّسالة { ونوحاً وآل إبراهيم } يعني: إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط { وآل عمران } موسى وهارون { على العالمين } على عالمي زمانهم.