الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } * { قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين } أَيْ: أنصاراً وأعواناً من غير المؤمنين وسواهم، نزلت في قومٍ من المؤمنين كانوا يُباطنون اليهود، [أي: يألفونهم] ويوالونهم. { ومَنْ يفعل ذلك } الاتخِّاذ { فليس من الله في شيء } أَيْ: من دين الله، أَيْ: قد برىء من الله وفارق دينه، ثمَّ استثنى فقال: { إلاَّ أن تتقوا منهم تقاة } [أَيْ: تقيَّة] هذا في المؤمن إذا كان في قومٍ كفَّارٍ، وخافهم على ماله ونفسه، فله أن يُخالفهم ويُداريهم باللِّسان، وقلبُه مطمئنٌّ، بالإِيمان دفعاً عن نفسه. قال ابنُ عبَّاسٍ: يريد مدارةً ظاهرةً { ويحذركم الله نفسه } أَيْ: يُخَوِّفكم الله على موالاة الكفار عذاب نفسه، [يريد: عذابه، وخصَّصه بنفسه تعظيماً له] فلمَّا نهى عن ذلك خوَّف وحذَّر عن إبطان موالاتهم، فقال:

{ قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه } من ضمائركم في موالاتهم وتركها { يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض } إتمامٌ للتَّحذير؛ لأنَّه إذا كان لا يخفى عليه شيء فيهما، فكيف يخفى عليه الضَّمير؟ { واللَّهُ على كلِّ شيءٍ قدير } تحذيرٌ من عقاب مَنْ لا يعجزه شيء.