{ الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم } أَيْ: يصلُّون على هذه الأحوال على قدر إمكانهم { ويتفكرون في خلق السموات والأرض } فيكون ذلك أزيد في بصيرتهم { ربنا } أَيْ: ويقولون: { ربنا ما خلقت هذا } أَيْ: هذا الذي نراه من خلق السَّموات والأرض { باطلاً } أَيْ: خلقاً باطلاً. يعني: خلقته دليلاً على حكمتك وكمال قدرتك. { ربَّنا إنَّك مَنْ تدخل النار } للخلود فيها { فقد أخزيته }: أهلكته وأهنته { وما للظالمين } أَيْ: الكفَّار { من أنصار } يمنعونهم من عذاب الله. { ربنا إننا سمعنا منادياً } أَيْ: محمَّداً عليه السَّلام والقرآن { ينادي للإِيمان } أَيْ: إلى الإِيمان { أَنْ آمنوا بربكم فآمنّا، ربَّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكَفِّرْ عنّا سيئاتنا } أَيْ: غطِّ واستر عنا ذنوبنا بقبول الطَّاعات حتى تكون كفَّارةً لها { وتوفنا مع الأبرار } يعني: الأنيباء، أَيْ: في جملتهم حتى نصير معهم. { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } أَيْ: على ألسنتهم من النَّصر لنا، والخذلان لعدِّونا { ولا تُخْزِنَا يوم القيامة } أَيْ: لا تهلكنا بالعذاب. وقوله: { بعضكم من بعض } أَيْ: حكمُ جميعكم حكمُ واحدٍ منكم فيما أفعل بكم من مجازاتكم على أعمالكم، وترك تضييعها لكم. { لا يغرنَّك تقلُّب الذين كفروا في البلاد } تصرُّفهم للتِّجارات في البلاد، وذلك أنَّهم كانوا يتَّجرون ويتنعَّمون في البلاد، فقال بعض المؤمنين: إنَّ أعداء الله فيما نرى من الخير، وقد هلكنا من الجوع والجهد، فنزلت هذه الآية.