{ فإن كذَّبوك فقد كُذِّبَ رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر } أَيْ: الكتب { والكتاب المنير } أَيْ: الهادي إلى الحقِّ. { كلُّ نفس ذائقةٍ الموت وإنما تُوَفَّونَ أجورَكم يومَ القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } أَيْ: ظفر بالخير، ونجا من الشَّرِّ { وما الحياة الدنيا } أَيْ: العيش في هذه الدَّار الفانية { إلاَّ متاع الغرور } لأنَّه يغرُّ الإِنسان بما يُمنِّيه من طول البقاء، وهو ينقطع عن قريب. { لتبلونَّ } لتختبرُنَّ أيُّها المؤمنون { في أموالكم } بالفرائض فيها { وأنفسكم } بالصَّلاة والصَّوم والحجِّ والجهاد { ولتسمعنَّ من الذين أوتوا الكتاب } وهم اليهود { ومنَ الذين أشركوا } وهم المشركون { أذىً كثيراً } بالشَّتم والتَّعيير { وإن تصبروا } على ذلك الأذى بترك المعارضة { فإنَّ ذلك من عزم الأمور } من حقيقة الإِيمان. { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب... } الآية. أخذ الله ميثاق اليهود في التَّوراة ليبيننَّ شأن محمَّد ونعته ومبعثه، ولا يخفونه، فنبذوا الميثاق ولم يعملوا به، وذلك قوله: { فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً } أَيْ: ما كانوا يأخذونه من سفلتهم برئاستهم في العلم { فبئس ما يشترون } قُبِّح شراؤهم وخسروا. { لا تحسبنَّ الذين يفرحون... } الآية. هم اليهود فرحوا بإضلال النَّاس، وبنسبة النَّاس إيَّاهم إلى العلم، وليسوا كذلك، وأَحبُّوا أن يحمدوا بالتَّمسُّك بالحقِّ، وقالوا: نحن أصحاب التَّوراة وأولو العلم القديم { فلا تحسبنَّهم بمفازة } بمنجاةٍ { من العذاب }. { ولله ملك السموات والأرض } أَيْ: يملك تدبيرهما وتصريفهما على ما يشاء. الآية والتي بعدها ذُكرت في سورة البقرة.