الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللهِ كِتَٰباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ ٱلآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي ٱلشَّٰكِرِينَ } * { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } * { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ }

{ وما كان لنفس أن تموت } أَيْ: ما كانت نفسٌ لتموت { إلاَّ بإذن الله } بقضائه وقدره، كتب الله ذلك { كتاباً مؤجلاً } إلى أجله الذي قدِّر له، فلمَ انهزمتم؟ والهزيمة لا تزيد في الحياة. { ومَنْ يرد } بعمله وطاعته { ثواب الدنيا } زينتها وزخرفها { نؤته منها } نُعْطه منها ما قدَّرناه له، [أَيْ: لهؤلاء المنهزمين طلباً للغنيمة]، { ومن يرد ثواب الآخرة } يعني: الذين ثبتوا حتى قُتلوا { نؤته منها } ثمَّ احتجَّ على المنهزمين بقوله:

{ وكأين } أَيْ: وكم { من نبيٍّ قتل } في معركةٍ { معه ربيون كثير } جماعاتٌ كثيرةٌ { فما وهنوا لما أصابهم } أَيْ: ما ضعفوا بعد قتل نبيِّهم... الآية.

{ وما كان قولهم } أَيْ: قول أصحاب ذلك النبيِّ المقتول عند الحرب بعد قتل نبيِّهم { إلاَّ أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا } تجاوزنا ما حُدَّ لنا { في أمرنا وثَبِّتْ أقدامَنا } بالقوَّة من عندك والنُّصرة.

{ فآتاهم الله ثواب الدنيا } النَّصر والظَّفر { وحسن ثواب الآخرة } الأجر والمغفرة.

{ يا أيها الذين آمنوا إِنْ تطيعوا الذين كفروا } أَيْ: اليهود والمشركين حيث قالوا لكم يوم أُحدٍ: ارجعوا إلى دين آبائكم، وهو قوله: { يردوكم على أعقابكم } يرجعوكم إلى أوَّل أمركم من الشِّرك بالله.

{ بل الله مولاكم } أَيْ: فاستغنوا عن موالاة الكفَّار، فأنا ناصركم فلا تستنصروهم، ولمَّا انصرف المشركون من أحدٍ همُّوا بالرُّجوع لاستئصال المسلمين، وخاف المسلمون ذلك فوعدهم الله تعالى خذلان أعدائهم.