الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }

{ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا... } الآية. هو أنَّهم كانوا يزيدون على المال ويؤخِّرون الأجل، كلَّما أُخرِّ أجلٌ إلى غيره زِيد في المال زيادةٌ { لعلكم تفلحون } لكي تسعدوا وتبقوا في الجنَّة.

{ واتقوا النَّار } بتحريم الرِّبا وترك الاستحلال له { التي أعدَّت للكافرين } دون المؤمنين.

{ وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم } أَي: الإِسلامِ الذي يوجب المغفرة. وقيل: إلى التَّوبة، وقيل: إلى أداء الفرائض { وجنَّة عرضها السموات والأرض أُعدّت } لكلِّ واحدٍ من أولياء الله.

{ الذين ينفقون في السراء والضرَّاء } في اليسر والعسر، وكثرة المال , وقلَّته { والكاظمين الغيظ } الكافيِّن غضبهم عن إمضائه { والعافين عن الناس } أيْ: المماليك وعمَّنْ ظلمهم وأساء إليهم { والله يحبُّ المحسنين } الموحِّدين الذين فيهم هذه الخصال.

{ والذين إذا فعلوا فاحشة } أَي: الزِّنا، نزلت في نبهان التَّمَّار أتته امراةٌ حسناء تبتاع منه التمر، فضمَّها إلى نفسه وقبَّلها، ثمَّ ندم على ذلك فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك له، فنزلت هذه الآية، وقوله: { أو ظلموا أنفسهم } يعني: ما دون الزِّنا من قُبلةٍ، أو لمسةٍ، أو نظرٍ { ذكروا الله } أيْ: ذكروا عقاب الله { ولم يُصرُّوا } أَيْ: لم يقيموا ولم يدوموا { على ما فعلوا } بل أقرُّوا واستغفروا { وهم يعلمون } أنَّ الذي أوتوه حرامٌ ومعصية.

{ قد خلت من قبلكم سننٌ } قد مضت مني فيمن كان قبلكم من الأمم الكافرة سننٌ بإمهالي إيَّاهم،حتى يبلغوا الأجل الذي أجَّلته في إهلاكهم، وبقيت لهم آثارٌ في الدُّنيا فيهم أعظم الاعتبار. { فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة } آخرُ أمرِ { المُكذِّبين } منهم: نزلت في قصَّة يوم أُحدٍ. يقول الله: فأنا أُمهلهم حتَّى يبلغ أجلي الذي أجَّلْتُ في نصرة النبيِّ عليه السَّلام وأوليائه، وإهلاك أعدائه.

{ هذا بيانٌ للناس } أي: القرآن بيانٌ للنَّاس عامَّة { وهدىً وموعظة للمتقين } خاصَّة وهم الذين هداهم الله بفضله.