الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } * { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوۤاْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ ٱلنَّاسِ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْمَسْكَنَةُ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْاْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } * { لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ ٱللَّهِ آنَآءَ ٱللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ }

{ كنتم خير أمة } عند الله في اللَّوح المحفوظ. يعني: أمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم { أُخرجت للناس } أُظهرت لهم، وما أَخرج الله تعالى للنَّاس أُمَّة خيراً من أُمَّة محمَّد عليه السَّلام، ثمَّ مدحهم بما فيهم من الخصال فقال: { تأمرون بالمعروف... } الآية.

{ لن يضرُّوكم } أَي: اليهود { إلاَّ أذىً } إلاَّ ضرراً يسيراً باللِّسان، مثل الوعيد والبهت { وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار } منهزمين. وعد الله نبيَّه والمؤمنين النُّصرة على اليهود، فصدق وعده فلم يقاتل يهود المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاًّ انهزموا.

{ ضربت عليهم الذلة } ذكرناه { أينما ثقفوا } وُجدوا وصُودفوا { إلاَّ بحبل من الله } أَيْ: لكن قد يعتصمون بالعهد [إذا أعطوه، والمعنى: أنَّهم إذلاء في كلِّ مكان إلاَّ أنَّهم يعتصمون بالعهد]، والمراد: { بحبلٍ من الله وحبلٍ من الناس } العهد والذِّمَّة والأمان الذي يأخذونه من المؤمنين بإذن الله، وباقي الآية ذُكر في سورة البقرة، ثمَّ أخبر أنَّهم غير متساوين في دينهم فقال:

{ ليسوا سواء } وأخبر أنَّ منهم المؤمنين فقال: { من أهل الكتاب أمة قائمة } أَيْ: على الحقِّ { يتلون } يقرؤون { آيات الله } كتاب الله { آناء الليل } ساعاته. يعني: عبد الله بن سلام ومَنْ آمن معه من أهل الكتاب { وهم يسجدون } أَيْ: يُصلُّون.