الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْتُونَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدْرَؤُنَ بِٱلْحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } * { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { وَقَالُوۤاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ ٱلْوَارِثِينَ } * { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِيۤ أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي ٱلْقُرَىٰ إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }

{ أولئك يؤتون أجرهم مرتين } مرَّةً بإيمانهم بكتابهم، ومرَّةً بإيمانهم بالقرآن { بما صبروا } بصبرهم على ما أُوذوا { وَيَدرءُونَ بالحسنة السيئةَ } ويدفعون بما يعملون من الحسنات ما تقدَّم لهم من السَّيئات { ومما رزقناهم ينفقون } يتصدَّقون.

{ وإذا سمعوا اللغو } القبيح من القول { أعرضوا عنه } لم يلتفتوا إليه. يعني: إذا شتمهم الكفَّار لم يشتغلوا بمعارضتهم بالشَّتم { وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم } ليس هذا تسليم التحيَّة، وإنَّما هو تسليم المُتاركة، أَيْ: بيننا وبينكم المتاركة والتَّسليم، وهذا قبل أن يُؤمر المسلمون بالقتال { لا نبتغي الجاهلين } لا نصحبهم.

{ إنك لا تهدي مَنْ أحببت } نزلت حين حرص النبيُّ صلى الله عليه وسلم على إيمان عمِّه عند موته، فلم يؤمن، فأنزل الله تعالى هذه الآية، والمعنى: لا تهدي مَنْ أحببت هدايته { ولكنَّ الله يهدي من يشاء } هدايته { وهو أعلم بالمهتدين } بمن يهتدي في معلومه.

{ وقالوا } يعني: مشركي مكَّة: { إن نتبع الهدى معك } بالإِيمان بك { نُتخطف } نُسلب ونُؤخذ { من أرضنا } لإِجماع العرب على خلافنا، فقال الله تعالى: { أَوَلَمْ نمكن لهم حرماً آمناً } أخبر سبحانه أنَّه آمنهم بحرمة البيت، ومنع منهم العدوَّ، فكيف يخافون أن تسحتلَّ العرب قتالهم فيه؟ { يجبى } يُجمع. { ولكن أكثرهم لا يعلمون } أنَّ ذلك ممَّا تفضَّل الله به سبحانه عليهم.

{ وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها } عاشوا في البطر وكفران النِّعمة { فتلك مساكنهم } خاويةً { لم تسكن من بعدهم إلاَّ قليلاً } لا يسكنها إلاَّ المسافر والمارُّ يوماً أو ساعةً.

{ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها } أعظمها، الآية.