{ وقالت لأخته } لأخت موسى { قُصِّيهِ } اتَّبعي أثره، فاتَّبعته { فبصرت به عن جنب } أبصرته من بعيدٍ { وهم لا يشعرون } أنَّها أخته. { وحرَّمنا عليه المراضع } منعنا موسى أن يقبل ثدي مرضعةٍ { من قبل } أن نردَّه على أُمَّه { فقالت } أخته حين تعذَّر عليهم رضاعة: { هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم } يضمُّونه إليهم { وهم له ناصحون } مخلصون شفقته. { فرددناه إلى أمه } وذلك أنَّها دلَّتهم على أمِّ موسى، فَدُفِعَ إليها تُربِّيه لهم. وقوله: { ولكن أكثرهم لا يعلمون } آل فرعون كانوا لا يعلمون أنَّ الله وعدها ردَّه عليها. { ولما بلغ أشدَّه } منتهى قوَّته، وهو ما فوق الثَّلاثين { واستوى } وبلغ أربعين سنةً { آتيناه حكماً } عقلاً وفهماً { وعلماً } قبل النُّبوَّة. { ودخل المدينة } يعني: مدينةً بأرض مصر { على حين غفلة من أهلها } فيما بين المغرب والعشاء { فوجد فيها رجلين يقتتلان } أحدهما إسرائيليٌّ، وهو الذي من شيعته، والآخر قبطيٌّ، وهو الذي من عدوه { فاستغاثه } الإِسرائيلي على الفرعونيِّ { فوكزه موسى } ضربه بجميع كفِّه { فقضى عليه } فقتله ولم يتعمَّد قتله، فندم على ذلك لأنَّه لم يُؤمر بقتله فـ { قال هذا من عمل الشيطان إنَّه عدوٌّ مضلٌّ مبين } ثمَّ استغفر فقال: { ربِّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم }.