الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } * { فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَٱسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَٱسْتَغَاثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى ٱلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَٱغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وقالت لأخته } لأخت موسى { قُصِّيهِ } اتَّبعي أثره، فاتَّبعته { فبصرت به عن جنب } أبصرته من بعيدٍ { وهم لا يشعرون } أنَّها أخته.

{ وحرَّمنا عليه المراضع } منعنا موسى أن يقبل ثدي مرضعةٍ { من قبل } أن نردَّه على أُمَّه { فقالت } أخته حين تعذَّر عليهم رضاعة: { هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم } يضمُّونه إليهم { وهم له ناصحون } مخلصون شفقته.

{ فرددناه إلى أمه } وذلك أنَّها دلَّتهم على أمِّ موسى، فَدُفِعَ إليها تُربِّيه لهم. وقوله: { ولكن أكثرهم لا يعلمون } آل فرعون كانوا لا يعلمون أنَّ الله وعدها ردَّه عليها.

{ ولما بلغ أشدَّه } منتهى قوَّته، وهو ما فوق الثَّلاثين { واستوى } وبلغ أربعين سنةً { آتيناه حكماً } عقلاً وفهماً { وعلماً } قبل النُّبوَّة.

{ ودخل المدينة } يعني: مدينةً بأرض مصر { على حين غفلة من أهلها } فيما بين المغرب والعشاء { فوجد فيها رجلين يقتتلان } أحدهما إسرائيليٌّ، وهو الذي من شيعته، والآخر قبطيٌّ، وهو الذي من عدوه { فاستغاثه } الإِسرائيلي على الفرعونيِّ { فوكزه موسى } ضربه بجميع كفِّه { فقضى عليه } فقتله ولم يتعمَّد قتله، فندم على ذلك لأنَّه لم يُؤمر بقتله فـ { قال هذا من عمل الشيطان إنَّه عدوٌّ مضلٌّ مبين } ثمَّ استغفر فقال:

{ ربِّ إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم }.