الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } * { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } * { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ إنَّ الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم } جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زيَّنا لهم أعمالهم القبيحة حتى رأوها حسنةً { فهم يعمهون } يتحيَّرون.

{ أولئك الذين لهم سوء العذاب } في الدُّنيا القتل ببدرٍ، { وهم في الآخرة هم الأخسرون } بحرمان النَّجاة، والمنع من الجنان.

{ وإنك لتلقى القرآن... } الآية. أَيْ: يلقى إليك القرآن وحياً من الله سبحانه.

{ إذ قال موسى } اذكر يا محمَّد قصَّة موسى حين قال { لأهله } في مسيرة من مدين إلى مصر، وقد ضلَّ الطَّريق، وأصلد زنده: { إني آنست ناراً } أبصرتها من بعيد { سآتيكم منها بخبر } عن الطَّريق أين هو { أو آتيكم بشهاب قبسٍ } شعلة نار أقتبسها لكم { لعلكم تصطلون } تستدفئون من البرد.

{ فلمَّا جاءها نودي أن بورك مَنْ في النار } أَيْ: مَنْ في طلب النَّار وقصدها، والمعنى: بورك فيك يا موسى. يقال: بورك فلانٌ، وبورك له، وبورك فيه { ومَنْ حولها } وفيمن حولها من الملائكة، وهذا تحيَّةٌ من الله سبحانه لموسى وتكرمةٌ له { وسبحان الله ربِّ العالمين } تنزيهاً لله من السُّوء.