{ وورث سليمان داود } نبوَّته وعلمه دون سائر أولاده { وقال يا أيُّها الناس علِّمنا منطق الطير } فهمنا ما يقوله الطَّير. { وحشر } وجُمع { لسليمان جنوده } في مسيرٍ له { فهم يوزعون } يُحبس أوَّلهم على آخرهم حتى يجتمعوا. { حتى إذا أتوا على وادي النمل } كان هذا الوادي بالشَّام، وكانت نملة كأمثال الذُّباب { لا يحطمنَّكم سليمان وجنوده } لا يكسرنَّكم بأن يطؤوكم. { فتبسَّم } سليمان عليه السلام لمَّا سمع قولها، وتذكَّر ما أنعم الله به عليه فقال: { ربِّ أوزعني } ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين }. { وتفقد الطير } طلبها وبحث عنها { فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان } بل أَكان { من الغائبين } لذلك لم يره. { لأعذبنه عذاباً شديداً } لأنتفنَّ ريشه وألقينَّه في الشَّمس { أو ليأتيني بسلطان مبين } حجَّةٍ واضحةٍ في غيبته. { فمكث غير بعيدٍ } لم يطل الوقت حتى جاء الهدهد، وقال لسليمان: { أحطتُ بما لم تحط به } علمتُ ما لم تعلمه { وجئتك من سبأ } وهي مدينةٌ باليمن { بنبأ يقين } بخبرٍ لا شكَّ فيه. وقوله: { وأوتيت من كلِّ شيء } أَيْ: ممَّا يُعطى الملوك { ولها عرش } سريرٌ { عظيم }.