الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } * { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } * { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } * { وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ ٱلرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } * { وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ ٱلأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً }

{ ولا يأتونك } يعني: المشركين { بمثل } يضربونه في إبطال أمرك { إلاَّ جئناك بالحق } بما يردُّ ما جاؤوا به المثل { وأحسن تفسيراً } بياناً وتفصيلاً ممَّا ذكروا.

{ الذين } أَيْ: هم الذين { يحشرون على وجوههم } يُمشيهم الله عليها، فهم يُساقون على وجوههم { إلى جهنم أولئك شرٌّ مكاناً وأضلُّ سبيلاً } من كلِّ أحدٍ.

{ ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيراً } أَيْ: مُعيناً وملجأ.

{ فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذَّبوا بآياتنا } وهم القبط، فكذَّبوهما { فدمَّرناهم تدميراً } أهلكناهم إهلاكاً.

{ وقوم نوحٍ لمَّا كذَّبوا الرسل } مَنْ كذَّب نبيَّاً فقد كذَّب الرُّسل كلَّهم؛ لأنَّهم لا يفرِّقون بينهم في الإيمان بهم. { أغرقناهم وجعلناهم للناس آية } عبرة { وأعتدنا للظالمين } في الآخرة { عذاباً اليماً } سوى ما ينزل بهم من عاجل العذاب. وقوله:

{ وأصحاب الرَّسِّ } كانوا أهل بئرٍ قعودٍ عليها، وأصحاب مواشٍ يعبدون الأصنام، فأُهلكوا بتكذيب نبيِّهم { وقروناً } وجماعاتٍ { بين ذلك } الذين ذكرناهم { كثيراً }.

{ وكلاً ضربنا له الأمثال } بيَّنا لهم الأشباه في إقامة الحجَّة عليهم { وكلاًّ تبرنا تتبيراً } أهلكنا إهلاكاً.