{ ويوم يعض الظالم } الكافر، يعني: عُقبة بن أبي مُعَيط كان قد آمن ثمَّ ارتدَّ لرضى أُبيّ بن خلف { على يديه } ندماً وتحسُّراً { يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً } طريقاً إلى الجنة بالإِسلام. { يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً } يعني: أُبيَّاً { خليلاً }. { لقد أضلني عن الذكر } القرآن { بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً } عند البلاء. يعني: إنًّ قبوله قول أُبيِّ بن خلف في الكفر كان من عمل الشيطان. { وقال الرسول } في ذلك اليوم: يا { ربِّ إنَّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } متروكاً أعرضوا عنه. { وكذلك } وكما جعلنا لك أعداءً من المشركين { جعلنا لكلِّ نبيٍّ عدوَّاً من المجرمين وكفى بربك هادياً } يهديك وينصرك، فلا تُبالِ بِمَنْ يعاديك. { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدة } أَيْ: لم نزل عليه متفرِّقاً؟ وهلاَّ كان دفعةً واحدةُ كالتَّوراة والإِنجيل؟ قال الله تعالى: { كذلك } فرَّقنا تنزيله { لنثبت به فؤادك } لِنُقوِّيَ به قلبك، وذلك أنَّه كلَّما نزل عليه وحيٌ جديدٌ ازداد هو قوَّة قلبٍ { ورتلناه ترتيلاً } بيَّناه تبييناً في تثبُّتٍ ومهلةٍ.