{ وقال الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث: { لولا } هلاَّ { أنزل علينا الملائكة } فتخبرنا أنَّ محمداً صادقٌ { أو نرى ربنا } فيخبرنا بذلك { لقد استكبروا في أنفسهم } حين طلبوا من الآيات ما لم يطلبه أُمَّة { وعتوا عتوّاً كبيراً } وغلوا في كفرهم أشدَّ الغلوِّ. { يوم يرون الملائكة } يعني: إنَّ ذلك اليوم الذي يرون فيه الملائكة هو يوم القيامة، وإنَّ الله سبحانه حرمهم البشرى في ذلك اليوم، وتقول لهم الملائكة: { حجراً محجوراً } أَيْ: حراماً محرَّماً عليهم البشرى. { وقدمنا } وقصدنا { إلى ما عملوا من عمل } ممَّا كانوا يقصدون به التقرُّب إلى الله سبحانه { فجعلناه هباءً منثوراً } باطلاً لا ثواب له؛ لأنَّهم عملوه للشَّيطان، والهباء: دقاق التُّراب، والمنثور: المتفرِّق. { أصحاب الجنة يومئذ خيرٌ مستقراً } موضع قرار { وأحسن مقيلاً } موضع قيلولة. { ويوم تشقق السماء بالغمام } عن الغمام، وهو السَّحاب الأبيض الرَّقيق { ونزل الملائكة تنزيلاً } لإكرام المؤمنين. { الملك يومئذ الحق } أَيْ: الملك الذي هو الملك حقَّاً ملك الرَّحمن يومئذ.