الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } * { يَوْمَ يَرَوْنَ ٱلْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } * { وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } * { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } * { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً } * { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً }

{ وقال الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث: { لولا } هلاَّ { أنزل علينا الملائكة } فتخبرنا أنَّ محمداً صادقٌ { أو نرى ربنا } فيخبرنا بذلك { لقد استكبروا في أنفسهم } حين طلبوا من الآيات ما لم يطلبه أُمَّة { وعتوا عتوّاً كبيراً } وغلوا في كفرهم أشدَّ الغلوِّ.

{ يوم يرون الملائكة } يعني: إنَّ ذلك اليوم الذي يرون فيه الملائكة هو يوم القيامة، وإنَّ الله سبحانه حرمهم البشرى في ذلك اليوم، وتقول لهم الملائكة: { حجراً محجوراً } أَيْ: حراماً محرَّماً عليهم البشرى.

{ وقدمنا } وقصدنا { إلى ما عملوا من عمل } ممَّا كانوا يقصدون به التقرُّب إلى الله سبحانه { فجعلناه هباءً منثوراً } باطلاً لا ثواب له؛ لأنَّهم عملوه للشَّيطان، والهباء: دقاق التُّراب، والمنثور: المتفرِّق.

{ أصحاب الجنة يومئذ خيرٌ مستقراً } موضع قرار { وأحسن مقيلاً } موضع قيلولة.

{ ويوم تشقق السماء بالغمام } عن الغمام، وهو السَّحاب الأبيض الرَّقيق { ونزل الملائكة تنزيلاً } لإكرام المؤمنين.

{ الملك يومئذ الحق } أَيْ: الملك الذي هو الملك حقَّاً ملك الرَّحمن يومئذ.