الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجنَّ } وذلك أنَّ المنافقين حلفوا أنَّهم يخرجون إلى حيث يأمرهم الرَّسول صلى الله عليه وسلم للغزو والجهاد، فقال الله تعالى: { قل لا تقسموا طاعة معروفة } خيرٌ وأمثلُ من يمينٍ تحنثون فيها.

{ قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمَّل } من تبليغ الرِّسالة { وعليكم ما حملتم } من طاعته. الآية.

{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الأرض } ليورثنَّهم أرض الكفَّار من العرب والعجم { كما استخلف الذين من قبلهم } يعني: بني إسرائيل { وليمكنَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } حتى يتمكَّنوا منه من غير خوفٍ { وليبدلنَّهم من بعد خوفهم } من العدوِّ { أمناً } لا يخافون معه العدوَّ { ومن كفر } بهذه النِّعمة فعصى الله ورسوله، وسفك الدِّماء { فأولئك هم الفاسقون } فكان أوَّل [مَنْ كفر] بهذه النِّعمة بعد ما أنجز الله وعده الذين قتلوا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فعادوا في الخوف، وظهر الشَّرُّ والخلاف.