الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } * { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ } * { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } * { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ } * { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }

ثمَّ عاد إلى ذكر المشركين فقال: { بل قلوبهم في غمرة } في جهالةٍ وغفلةٍ { من هذا } الكتاب الذي ينطق بالحقِّ { ولهم أعمال من دون ذلك } وللمشركين أعمالٌ خبيثةٌ دون أعمال المؤمنين الذين ذكرهم { هم لها عاملون }.

{ حتى إذا أخذنا مترفيهم } رؤساءَهم وأغنياءَهم { بالعذاب } بالقحط والجوع سبع سنين { إذا هم يجأرون } يضجُّون ويجزعون، ونقول لهم:

{ لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون } لا تُمنعون، ولا ينفعكم جزعكم.

{ قد كانت آياتي تتلى عليكم } يعني: القرآن { فكنتم على أعقابكم } على أدباركم { تنكصون } ترجعون القهقرى مُكذِّبين به.

{ مستكبرين به } أي: بالحرم، تقولون: لا يظهر علينا أحدٌ؛ لأنَّا أهل الحرم { سامراً } سُمَّاراً باللَّيل { تَهْجُرُون } تهذون وتقولون الهُجر من سبِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

{ أفلم يدَّبَّروا القول } يتدبَّروا القرآن، فيقفوا على صدقك { أم جاءهم } بل أَجاءهم { ما لم يأت آباءهم الأولين } يريد: إنَّ إنزال الكتاب قد كان قبل هذا، فليس إنزال الكتاب عليك ببديعٍ ينكرونه.

{ أم لم يعرفوا رسولهم } الذي نشأ فيما بينهم وعرفوه بالصِّدق.

{ أم يقولون } بل أيقولون { به جنة } جنونٌ { بل جاءهم } ليس الأمر كما يقولون، بل جاءهم الرَّسول { بالحق } بالقرآن من عند الله.