الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلاۤءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَآ أَفَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ } * { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { وَنَضَعُ ٱلْمَوَازِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْراً لَّلْمُتَّقِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } * { وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }

{ بل متَّعنا هؤلاء } الكفَّار { وآباءهم حتى طال عليهم العمر } أَيْ: متَّعناهم بما أعطيناهم من الدُّنيا زماناً طويلاً، فقست قلوبهم { أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها } بالفتح على محمد صلى الله عليه وسلم { أفهم الغالبون } أم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟.

{ قل إنما أنذركم } أُخوِّفكم { بالوحي } بالقرآن الذي أوحي إليَّ، وأُمرت فيه بإنذاركم { ولا يسمع الصم الدُّعاء إذا ما ينذرون } كذلك أنتم يا معشر المشركين. { ولئن مستهم } أصابتهم { نفحة من عذاب ربك } قليلٌ وأدنى شيءٍ لأقرّوا على أنفسهم بسوء صنيعهم، وهو قوله: { ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين }.

{ ونضع الموازين القسط } ذوات القسط، أي: العدل { فلا تظلم نفسٌ شيئاً } لا يزاد على سيئاته ولا ينقص من ثواب حسناته { وإن كان } ذلك الشَّيء { مثقال حبة } وزن حبَّةٍ { من خردل أتينا بها } جئنا بها { وكفى بنا حاسبين } مُجازين، وفي هذا تهديد.

{ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان } البرهان الذي فرَّق به [بين] حقّه وباطل فرعون. { وضياء } يعني: التَّوراة الذي كان ضياءً، يُضيء هدى ونوراً { وذكراً } وعِظَةً { للمتقين } من قومه.

{ الذين يخشون ربهم بالغيب } يخافونه ولم يروه.

{ وهذا ذكر مبارك } يعني: القرآن { أفأنتم له منكرون } جاحدون.