الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } * { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } * { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }

{ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } وهو مَلَكٌ يطوي كتب بني آدم. وقيل: السِّجلُّ: الصَّحيفة، والمعنى: كطيِّ السِّجل على ما فيه من المكتوب. { كما بدأنا أوَّل خلق نعيده } كما خلقناكم ابتداءً حُفاةً عُراةً غُرلاً، كذلك نُعيدكم يوم القيامة { وعداً علينا } أَيْ: وعدناه وعداً { إنا كنَّا فاعلين } يعني: الإِعادة والبعث.

{ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } قيل: في الكتب المنزلة بعد التَّوراة. وقيل: أراد بالذِّكر اللَّوح المحفوظ { أنَّ الأرض } يعني: أرض الجنَّة { يرثها عبادي الصالحون } وقيل: أرض الدُّنيا تصير للمؤمنين من أُمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.

{ إنَّ في هذا } القرآن { لبلاغاً } لوصولاً إلى البغية { لقوم عابدين } مُطيعين لله تعالى.

{ وما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالمين } للبَرِّ والفاجر، فمن أطاعه عُجِّلت له الرَّحمة، ومَنْ عصاه وكذَّبه لم يلحقه العذاب في الدُّنيا، كما لحق الأمم المكذِّبة.