الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هَـٰذَآ إِلَـٰهُكُمْ وَإِلَـٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ } * { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } * { وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي } * { قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ } * { قَالَ يٰهَرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوۤاْ } * { أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } * { قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِيۤ إِسْرَآءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي }

{ فأخرج لهم عجلاً جسداً } لحماً ودماً { له خوار } صوت، فسجدوا له، وافتتنوا به، وقالوا: { هذا إلهكم وإله موسى فنسي } فتركه ها هنا وخرج يطلبه. قال الله تعالى احتجاجاً عليهم:

{ أفلا يرون ألا يرجع } أنَّه لا يرجع { إليهم قولاً } لا يُكلِّمهم العجل ولا يجيبهم { ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً }.

{ ولقد قال لهم هارون من قبل } من قبل رجوع موسى: { يا قوم إنما فتنتم به } ابتليتم بالعجل { وإنَّ ربكم الرحمن } لا العجل { فاتبعوني } على ديني { وأطيعوا أمري }.

{ قالوا لن نبرح عليه عاكفين } على عبادته مقيمين { حتى يرجع إلينا موسى } فلمَّا رجع موسى.

{ قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا } أخطأوا الطَّريق بعبادة العجل { ألاَّ تَتَّبِعَنِ } أن تتبعني وتلحق بي وتخبرني؟ { أفعصيت أمري } حيث أقمتَ فيما بينهم وهم يعبدون غير الله!؟ ثمَّ أخذ شعر رأسه بيمينه ولحيته بشماله غضباً وإنكاراً عليه، فقال:

{ يَبنَؤُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرَّقت بين بني إسرائيل } خشيت إن فارقتهم واتَّبعتك أن يصيروا حزبين يقتل بعضهم بعضاً، فتقول: أوقعتَ الفرقة فيما بينهم { ولم ترقب قولي } لم تحفظ وصيتي في حسن الخلافة عليهم.