الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي ٱلْبَحْرِ يَبَساً لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تَخْشَىٰ } * { فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ } * { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ } * { يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } * { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ } * { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ }

{ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي } سِرْ بهم ليلاً من أرض مصر { فاضرب لهم } بعصاك { طريقاً في البحر يبساً } يابساً { لا تخاف دركاً } من فرعون خلفك { ولا تخشى } غرقاً في البحر.

{ فأتبعهم } فلحقهم { فرعون بجنوده فغشيهم من اليم } فعلاهم من البحر { ما غشيهم } ما غرَّقَهم.

{ وأضل فرعون قومه وما هدى } ردَّ عليه حيث قال:وما أهديكم إلاَّ سبيل الرشاد } ثمَّ ذكر مِننه على بني إسرائيل فقال:

{ قد أنجيناكم من عدوكم } فرعون { وواعدناكم } لإِيتاء الكتاب { جانب الطور الأيمن } وذلك أنَّ الله سبحانه وعد موسى أن يأتي هذا المكان، فيؤتيه كتاباً فيه الحلال والحرام والأحكام، ووعدهم موسى أن يأتي هذا المكان عند ذهابه عنهم { ونزلنا عليكم المنَّ والسلوى } يعني: في التِّيه.

{ كلوا } أيْ: وقلنا لهم: كلوا { من طيبات } حلالات { ما رزقناكم ولا تطغوا } ولا تكفروا النِّعمة { فيه فيحلَّ } فيجب { عليكم غضبي ومن يحلل } [يجب] { عليه غضبي فقد هوى } هلك وصار إلى الهاوية.

{ وإني لغفار لمن تاب } من الشِّرك { وآمن } وصدَّق بالله { وعمل صالحاً } بطاعة الله { ثمَّ اهتدى } أقام على ذلك حتى مات عليه.