الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً وَقَدْ أَفْلَحَ ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ } * { قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ } * { قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } * { فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } * { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } * { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ }

{ فأجمعوا كيدكم } أي: اعزموا على الكيد من غير اختلافٍ بينكم فيه { ثم ائتوا صفاً } مُجتمعين مصطفِّين؛ ليكون أشدَّ لهيبتكم { وقد أفلح اليوم من استعلى } أَيْ: قد سعد اليوم مَنْ غلب.

{ قالوا يا موسى إمَّا أن تلقي } عصاك من يدك إلى الأرض { وإمَّا أن نكون أوَّل من ألقى }.

{ قال بل ألقوا } أنتم، فألقوا { فإذا حبالهم وعصيهم } جمع العصا { يخيل إليه } يُشبَّه لموسى { أنها تسعى } وذلك أنَّها تحرَّكت بنوع حيلةٍ وتمويهٍ، وظن موسى أنَّها تسعى نحوه.

{ فأوجس } فأضمر { في نفسه خيفة } خوفاً، خاف أن لا يفوز ولا يغلب فلا يُصدَّق، حتى قال الله تعالى له:

{ لا تخف إنك أنت الأعلى } الغالب.

{ وألق ما في يمينك تلقف } تبتلع { ما صنعوا إنَّمَا صنعوا } أي: الذي صنعوه { كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى } ولا يسعد السَّاحر حيث ما كان. فألقى موسى عصاه فتلقَّفت كلَّ الذي صنعوه، وعند ذلك أُلقي.

{ السحرة سجداً } خرُّوا ساجدين لله تعالى { قالوا آمنا برب هارون وموسى }