الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } * { ثُمَّ أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

{ وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم } بأن لا يقتل بعضكم بعضاً، ولا يُخرج بعضكم بعضاً من داره ولا يغلبه عليها، { ثم أقررتم } أَيْ: قبلتم ذلك { وأنتم } اليوم { تشهدون } على إقرار أوائلكم، ثمَّ أخبر أنَّهم نقضوا هذا الميثاق فقال:

{ ثم أنتم هٰؤلاء } [أراد: يا هؤلاء] { تقتلون أنفسكم } يقتل بعضكم بعضاً. { وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم } تتعاونون على أهل ملَّتكم [ { بالإثم والعدوان } ]: بالمعصية والظُّلم { وإن يأتوكم أسارى } مأسورين يطلبون الفداء فديتموهم { وهو محرَّم عليكم إخراجهم } أَيْ: وإخراجهم عن ديارهم محَّرمٌ عليكم { أفتؤمنون ببعض الكتاب } يعني: فداء الأسير { وتكفرون ببعض } يعني: القتل والإخراج والمظاهرة على وجه الإباحة؟ قال السُّدِّيُّ: أخذ الله تعالى عليهم أربعة عهودٍ: تركَ القتل، وترك الإِخراج، وترك المظاهرة، وفداء أُسرائهم فأعرضوا عن كلِّ ما أُمروا به إلاَّ الفداء. { فما جزاء مَنْ يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ } فضيحةٌ وهوانٌ { في الحياة الدنيا } ، وقوله:

{ فلا يخفف عنهم العذاب } معناه: في الدُّنيا والآخرة، وقيل: هذه الحالة مختصَّةٌ بالآخرة.