الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَبِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ }

قالوا: { لن تمسنا النَّارُ إلاَّ أياماً معدودةً } قليلةً، ويعنون الأيَّام التي عبد آباؤهم فيها العجل، فكذَّبهم الله سبحانه فقال: قل لهم يا محمَّدُ: { أَتَّخَذْتُمْ عند الله عهداً } أخذتم بما تقولون من الله ميثاقاً؟ [ { فلن يخلف الله عهده } ] والله لا ينقض ميثاقه { أم تقولون على الله } الباطلَ جهلاً منكم، ثمَّ ردَّ على اليهود قولهم: لن تمسَّنا النَّار، فقال: { بلى } أُعذِّب.

{ مَنْ كسب سيئة } وهي الشِّرك { وأحاطت به خطيئته }: سدَّت عليه مسالك النَّجاة، وهو أّنْ يموت على الشِّرك { فأولئك [أصحاب النار هم فيها خالدون] } الذين يُخلَّدون في النَّار.ثمَّ أخبر عن أخذ الميثاق عليهم بتبيين نعت محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فقال: { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } أَيْ: في التَّوراة { لا تعبدون } أَيْ: بأن لا تعبدوا { إلاَّ الله وبالوالدين إحساناً } أَيْ: ووصَّيناهم بالوالدين إحساناً { وذي القربى } أَي: القرابة في الرَّحم [ { واليتامى } يعني: الذين مات أبوهم قبل البلوغ] { وقولوا للناس حسناً } أَيْ: صدقاً وحقَّاً في شأن محمَّدٍ عليه السَّلام، وهو خطابٌ لليهود، { ثم توليتم } أعرضتم عن العهد والميثاق، يعني: أوائلهم { إلاَّ قليلاً منكم } يعني: مَنْ كان ثابتاً على دينه، ثمَّ آمن بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم { وأنتم معرضون } عمَّا عُهد إليكم كأوائلكم.