الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } * { وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ءَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَٰرِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }

{ الذين يؤمنون }: يُصدِّقون { بالغيب }: بما غاب عنهم من الجنَّة والنَّار والبعث. { ويقيمون الصَّلاة }: يُديمونها ويحافظون عليها، { وممَّا رزقناهم }: أعطيناهم ممّا ينتفعون به. { ينفقون }: يُخرجونه في طاعة الله تعالى.

{ والذين يؤمنون بما أُنزل إليك } نزلت في [مؤمني] أهل الكتاب يؤمنون بالقرآن، { وما أنزل من قبلك } يعني: التَّوراة، { وبالآخرة } يعني: وبالدَّار الآخرة { هم يوقنون }: يعلمونها علماً باستدلالٍ.

{ أولئك } يعني: الموصوفين بهذه الصِّفات. { على هدىً }: بيانٍ وبصيرةٍ { من ربِّهم } أَيْ: من عند ربِّهم، { وأولئك هم المفلحون }: الباقون في النَّعيم المقيم.

{ إنَّ الذين كفروا }: ستروا ما أنعم الله عزَّ وجلَّ به عليهم من الهدى والآيات فجحدوها، وتركوا توحيد الله تعالى { سواء عليهم }: معتدلٌ ومتساوٍ عندهم { أأنذرتهم }: أعلمتهم وخوَّفتهم [ { أم لم تنذرهم } ] أم تركت ذلك { لا يؤمنون } نزلت في أبي جهلٍ وخمسةٍ من أهل بيته، ثمَّ ذكر سبب تركهم الإيمان، فقال:

{ ختم اللَّهُ على قلوبهم } [أَيْ: طبع الله على قلوبهم] واستوثق منها حتى لا يدخلها الإيمان، { وعلى سمعهم } [أَيْ: مسامعهم حتى لا ينتفعوا بما يسمعون، { وعلى أبصارهم }:] على أعينهم { غشاوة } غطاءٌ فلا يبصرون الحقَّ، { ولهم عذابٌ عظيمٌ } مُتواصل لا تتخلَّله فُرجةٌ.