الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } * { وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ }

{ فبدَّل الذين ظلموا قولاً } منهم { غير الذي قيل لهم } أَيْ: غيَّروا تلك الكلمة التي أُمروا بها، وقالوا: حنطةٌ { فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً } ظلمةً وطاعوناً، فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفاً جزاءً لفسقهم بتبديل ما أُمروا به من الكلمة.

{ وإذ استسقى موسى لقومه } في التِّيه { فقلنا اضرب بعصاك الحجر } وكان حجراً خفيفاً مربَّعاً مثل رأس الرَّجل { فانفجرت } أيْ: فضربَ، فانفجرت، يعني: فانشقَّت { منه اثنتا عشرة عيناً } فكان يأتي كلُّ سبط عينَهم التي كانوا يشربون منها، فذلك قوله تعالى: { قد علم كلُّ أناسٍ مشربهم } وقلنا لهم: { كلوا } من المنِّ والسَّلوى { واشربوا } من الماء، فهذا كلُّه { من رزق الله } { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } أَيْ: لا تسعوا فيها بالفساد، فَمَلُّوا ذلك العيش، وذكروا عيشاً كان لهم بمصر.