الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَٰعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ } * { وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } * { وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ }

{ واتقوا يوماً } واحذروا واجتنبوا عقاب يومٍ { لا تجزي } لا تقضي ولا تُغني { نفسٌ عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة } أَيْ: لا يكون شفاعةٌ فيكون لها قبول، وذلك أنَّ اليهود كانوا يقولون: يشفع لنا آباؤنا الأنبياء، فآيسهم الله تعالى عن ذلك { ولا يؤخذ منها عدل } فِداءٌ { ولا هم ينصرون } يُمنعون من عذاب الله تعالى.

{ وإذ نجيناكم } واذكروا ذلك { من آل فرعون } أتباعه ومَنْ كان على دينه { يسومونكم }: يُكلِّفونكم { سوء العذاب } شديد العذاب، وهو قوله تعالى: { يذبحون }: يُقتِّلون { أبناءكم ويستحيون نساءكم } يستبقونهنَّ أحياءً [لقول بعض الكهنة له: إنَّ مولوداً يُولد في بني إسرائيل يكون سبباً له ذهابُ ملكك]. { وفي ذلكم } الذي كانوا يفعلونه بكم { بلاءٌ }: ابتلاءٌ واختبارٌ وامتحانٌ { من ربكم عظيم } وقيل: وفي تنجيتكم من هذه المحن نعمةٌ عظيمة، والبلاء: النِّعمة، والبلاء: الشِّدَّة.

{ وإذ فرقنا بكم البحر } فجعلناه اثني عشر طريقاً حتى خاض فيه بنو إسرائيل. { فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون } إلى انطباق البحر عليهم وإنجائكم منهم.