{ يا آدم أنبئهم بأسمائهم } أخبرهم بتسمياتهم، فسمَّى كلَّ شيءٍ باسمه، وألحق كلَّ شيءٍ بجنسه { فلما أنبأهم بأسمائهم }: أخبرهم بمسمَّياتهم { قال } الله تعالى للملائكة: { ألم أقل لكم } وهذا استفهامٌ يتضمَّن التَّوبيخ لهم على قولهم: { أتجعل فيها مَنْ يفسد فيها }. { إني أعلم غيب السموات والأرض } أَيْ: ما غاب فيهما عنكم { وأعلم ما تبدون }: علانيتكم { وما كنتم تكتمون }: سرَّكم، لا يخفى عليَّ شيءٌ من أموركم. { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } سجود تعظيمٍ وتسليمٍ وتحيَّةٍ، وكان ذلك انحناءاً يدلُّ على التَّواضع، ولم يكن وضعَ الوجه على الأرض، { فسجدوا إلاَّ إبليس أبى } امتنع { واستكبر وكان من الكافرين } في سابق علم الله عزَّ وجلَّ. { وقلنا يا آدم اسكنْ أنت وزوجك الجنَّة } اتَّخذاها مأوىً ومنزلاً { وكلا منها رغداً } واسعاً { حيث شئتما } ما شئتما [كيف شئتما] { ولا تقربا هذه الشجرة } لا تحوما حولها بالأكل منها، يعني السُّنبلة { فتكونا } فتصيرا { من الظالمين }: العاصين الذين وضعوا أمر الله عزَّ وجلَّ غير موضعه. { فأزلَّهما الشيطان } نحَّاهما وبعَّدهما { عنها فأخرجهما ممَّا كانا فيه } من الرُّتبة ولين العيش { وقلنا } لآدم وحواء وإبليس والحيَّة: { اهبطوا } أي: انزلوا إلى الأرض { بعضكم لبعض عدو } يعني: العداوة التي بين آدم وحواء والحيَّة. وبين ذرية آدم عليه السَّلام من المؤمنين وبين إبليس لعنه الله، { ولكم في الأرض مستقر } موضع قرارٍ { ومتاع إلى حين } ما تتمتَّعون به ممَّا تُنبته الأرض إلى حين الموت.