الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً } * { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } * { أَطَّلَعَ ٱلْغَيْبَ أَمِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } * { كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ ٱلْعَذَابِ مَدّاً } * { وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً } * { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً }

{ ويزيد الله الذين اهتدوا هدىً } يزيدهم في يقينهم ورشدهم { والباقيات الصالحات } الأعمال الصَّالحة { خيرٌ عند ربك ثواباً } ممَّا يملك الكفَّار من المال { وخيرٌ مردَّاً } أَيْ: في المرَدِّ، وهو الآخرة.

{ أفرأيت الذي كفر بآياتنا } يعني: العاص بن وائل { وقال لأوتين مالاً وولداً } وذلك أنَّ خبَّاباً اقتضى ديناً له عليه، فقال: ألستم تزعمون أنَّ في الجنَّة ذهباً وفضَّةً؟ ولئن كان ما تقولون حقَّاً فإنِّي لأفضلُ نصيباً منك، فأَخِّرني حتى أقضيك في الجنَّة، استهزاءً، فذلك قوله: { لأوتين مالاً وولداً } يعني: في الجنَّة، فقال الله تعالى:

{ أطَّلَع الغيب } أعلمَ علم الغيب حتى عرف أنَّه في الجنَّة { أم اتخذ عند الرحمن عهداً } أم قال: لا إله إلاَّ الله حتى يستحقَّ دخول الجنَّة؟

{ كلا } ليس الأمر كما يقول: { سنكتب ما يقول } سيحفظ عليه ما يقول من الكفر والاستهزاء لنجازيه به { ونمدُّ له من العذاب مدَّاً } نزيده عذاباً فوق العذاب.

{ ونرثه ما يقول } من أنَّ في الجنَّة ذهباً وفضةً، فنجعله لغيره من المسلمين { ويأتينا فرداً } خالياً من ماله وولده وخدمه. { واتخذوا من دون الله } يعني: أهل مكَّة { آلهة } وهي الأصنام { ليكونوا لهم عزَّاً } أعواناً يمنعونهم مني.