الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } * { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً } * { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } * { وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } * { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً }

{ قال } إبراهيم: { سلام عليك } أَيْ: سلمتَ مني لا أصيبك بمكروه، وهذا جواب الجاهل، كقوله:وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } { سأستغفر لك ربي } كان هذا قبل أن نُهي عن استغفاره، وعده ذلك رجاء أن يُجاب فيه { إنه كان بي حفياً } بارَّاً لطيفاً.

{ وأعتزلكم وما تدعون } أُفارقكم وأُفارق ما تعبدون من أصنامكم { وأدعو ربي } أعبده { عسى أن لا أكون بدعاء ربي } بعبادته { شقياً } كما شقيتم أنتم بعبادة الأصنام. يريد: إنَّه يتقبَّل عبادتي ويُثيبني عليها.

{ فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله } وذهب مهاجراً إلى الشَّام { وهبنا له } بعد الهجرة { إسحق ويعقوب وكلاً } منهما { جعلنا } هُ { نبياً }.

{ ووهبنا لهم من رحمتنا } يعني: النُّبوَّة والكتاب { وجعلنا لهم لسان صدق علياً } ثناءً حسناً رفيعاً في كلِّ أهل الأديان.

{ واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً } مُوحِّداً قد أخلص دينه لله.

{ وناديناه من جانب الطور الأيمن } حيث أقبل من مدين يريد مصر، فنودي من الشَّجرة، وكانت في جانب الجبل على يمين موسى { وقرَّبناه نجيَّاً } قرَّبة الله تعالى من السَّموات للمناجاة، حتى سمع صرير القلم يكتب له في الألواح.

{ ووهبنا له من رحمتنا } من نعمتنا عليه { أخاه هارون نبيَّاً } حين سأل ذلك ربَّه فقال:واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي... } الآية.