الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } * { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } * { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } * { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } * { قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } * { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً }

{ إنَّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض } بالنَّهب والبغي { فهل نجعل لك خرجاً } جعلاً { على أن تجعل بيننا وبينهم سدّاً }.

{ قال: ما مكني فيه ربي خيرٌ } أَي: الذي أعطاني وملكني أفضل من عطيتكم { فأعينوني بقوة } بعملٍ تعملون معي { أجعل بينكم وبينهم ردماً } سدَّاً حاجزاً.

{ آتوني } أعطوني { زبر } قطع { الحديد } فأتوه بها فبناه { حتى إذا ساوى بين الصدفين } جانبي الجبلين { قال انفخوا } على زُبر الحديد، قطع الحديد بالكير والنَّار { حتى إذا جعله ناراً } جعل الحديد ناراً، أَيْ: كنارٍ { قال آتوني } قطراً: وهو النُّحاس الذَّائب { أفرغ عليه } أصبُّ عليه، فأفرغ النُّحاس المذاب على الحديد المحمى حتى التصق بعضه ببعض.

{ فما اسطاعوا أن يظهروه } ما قدروا أن يعلوا عليه لارتفاعه وملاسته { وما استطاعوا } أن ينقبوه من أسلفه لصلابته.

{ قال } ذو القرنين لمَّا فرغ منه: { هذا رحمة من ربي } يعني: التَّمكين من ذلك البناء، والتَّقوية عليه { فإذا جاء وعد ربي } أجل ربي بخروج يأجوج ومأجوج { جعله دكاً } كِسَراً { وكان وعد ربي } بخروجهم { حقاً } كائناً.

{ وتركنا بعضهم } يعني: الخلق من الإِنس والجنِّ { يومئذ } يوم القيامة { يموج في بعض } يدخل ويختلط. { ونفخ في الصور } وهو القرن الذي يُنفخ فيه للبعث { فجمعناهم } في صعيدٍ واحدٍ.