الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } * { قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً } * { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً ٱلْحُسْنَىٰ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } * { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً } * { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ ٱلشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُمْ مِّن دُونِهَا سِتْراً } * { كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً } * { ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً } * { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً }

{ حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } ذات حمأةٍ، وهو الطِّين الأسود { ووجد عندها } عند العين { قوماً قلنا: يا ذا القرنين إما أن تعذب } إمَّا أن تقتلهم إن أبوا ما تدعوهم إليه { وإمَّا أن تتخذ فيهم حسناً } تأسرهم فتعلِّمهم الهدى، خيَّره الله تعالى بين القتل والأسر، فقال:

{ أما من ظلم } أشرك { فسوف نعذبه } نقتله إذا لم يرجع عن الشِّرك { ثم يرد إلى ربه } بعد القتل { فيعذبه عذاباً نكراً } يعني: في النَّار.

{ وإمَّا مَنْ آمن وعمل صالحاً فله جزاءً الحسنى } الجنَّة { وسنقول له من أمرنا يسراً } نقول له قولاً جميلاً.

{ ثم أتبع سبباً } سلك طريقاً آخر يوصله إلى المشرق.

{ حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم } عُراةٍ { لم نجعل لهم من } دون الشمس { ستراً } سقفاً ولا لباساً.

{ كذلك } القبيل الذين كانوا عند مغرب الشَّمس في الكفر { وقد أحطنا بما لديه } من الجنود والعدَّة { خبراً } علماً؛ لأنَّا أعطيناه ذلك.

{ ثم أتبع سبباً } ثالثاً يُبلِّغه قطراً من أقطار الأرض.

{ حتى إذا بلغ بين السدين } وهما جبلان سدَّ بينهما ذو القرنين { وجد من دونهما } عندهما { قوماً لا يكادون يفقهون قولاً } لا يفهمون كلاماً، فاشتكوا إليه فساد يأجوج ومأجوج، وأذاهم إيَّاهم.