الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } * { قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } * { قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } * { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } * { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } * { فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً }

{ قال إنك لن تستطيع معي صبراً } لن تصبر على صنيعي؛ لأنِّي عُلِّمت غيب ربِّي، ثمَّ أعلمه العلَّة في ترك الصَّبر، فقال:

{ وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً } أَيْ: على ما لم تعلمه من أمرٍ ظاهره منكرٌ.

{ قال } له موسى: { ستجدني إن شاء الله صابراً } لا أسألك عن شيءٍ حتى تكون أنت تحدِّثني به { ولا أعصي لك أمراً } ولا أخالفك في شيء.

{ قال } له الخضر عليه السَّلام: { فإن اتبعتني } صحبتني { فلا تسألني عن شيء } ممَّا أفعله { حتى أحدث لك منه ذكراً } حتى أكون أنا الذي أُفسِّره لك.

{ فانطلقا } ذهبا يمشيان { حتى إذا ركبا } البحر { في السفينة خرقها } شقَّها الخضر وقلع لوحين ممَّا يلي الماء، فـ { قال } موسى منكراً عليه: { أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمراً } أَيْ: عظيماً منكراً،

فـ { قال } الخضر: { ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً }! فقال موسى:

{ لا تؤاخذني بما نسيت } أَيْ: تركت من وصيتك { ولا ترهقني من أمري عسراً } لا تضيِّيق عليَّ الأمر في صحبتي إيَّاك.

[ { فانطلقا حتى إذا لقيا غلاماً فقتله } أَيْ: ضربه فقضى عليه،] وقوله: { نفساً زاكية } أَيْ: طاهرةً لم تبلغ حدَّ التَّكليف { بغير نفس } بغير قودٍ.