الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَٰتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَىٰ ٱلْهُدَىٰ فَلَنْ يَهْتَدُوۤاْ إِذاً أَبَداً } * { وَرَبُّكَ ٱلْغَفُورُ ذُو ٱلرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } * { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً }

{ ومن أظلم ممن ذكّر } وُعظ { بآيات ربه فأعرض عنها } فتهاون بها { ونسي ما قدَّمت يداه } ما سلف من ذنوبه، وباقي الآية سبق تفسيره. وقوله:

{ بل لهم موعد } يعني: البعث والحساب { لن يجدوا من دونه مَوْئِلاً } ملجأ.

{ وتلك القرى } يريد: القرى التي أهلكها بالعذاب { أهلكناهم } أهلكنا أهلها { لما ظلموا } أشركوا وكذَّبوا الرُّسل { وجعلنا لمهلكهم } لإِهلاكهم { موعداً }.

{ وإذ قال موسى } واذكر إذ قال موسى، لما في قصَّته من العبرة { لفتاه } يوشع بن نون: { لا أبرح } لا أزال أسير { حتى أبلغ مجمع البحرين } حيث يلتقي بحر الروم وبحر فارس { أو أمضي } إلى أن أمضي { حقباً } دهراً طويلاَ، وذلك أنَّ رجلاً أتى إلى موسى عليه السَّلام، فقال: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ فقال: لا، فأوحى الله تعالى إليه: بلى عبدنا خضر، فسأل موسى عليه السَّلام السبيل إلى لُقيِّه، فجعل الله تعالى له الحوت آيةً، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنَّك ستلقاه، فانطلق هو وفتاه حتى أتيا الصَّخرة التي عند مجمع البحرين، فقال لفتاه: امكث حتى آتيك، وانطلق موسى لحاجته، فجرى الحوت حتى وقع في البحر، فقال فتاه: إذا جاء نبيُّ الله حدَّثته، فأنساه الشَّيطان.