الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } * { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً }

{ ووضع الكتاب } وُضع كتاب كلِّ امرىءٍ في يمينه أو شماله { فترى المجرمين } المشركين { مشفقين ممَّا فيه } خائفين ممَّا فيه من الأعمال السيئة { ويقولون } لوقوعهم في الهلكة: { يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر } لا يترك { صغيرة } من أعمالنا { ولا كبيرة إلاَّ أحصاها } أثبتها وكتبها { ووجدوا ما عملوا حاضراً } في الكتاب مكتوباً { ولا يظلم ربك أحداً } لا يعاقب أحداً بغير جرمٍ، ثمَّ أمر نبيَّه عليه السَّلام أن يذكر لهؤلاء المُتكبِّرين عن مجالسة الفقراء قصَّة إبليس، وما أورثه الكبر، فقال:

{ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس كان من الجن } أَيْ: من قبيلٍ من الملائكة يُقال لهم: الجنُّ { ففسق } خرج { عن أمر ربه } إلى معصيته في ترك السُّجود { أفتتخذونه وذريته } أولاده، وهم الشَّياطين { أولياء من دوني } تطيعونهم في معصيتي { وهم لكم عدوٌّ } كما كان لأبيكم عدواً { بئس للظالمين بدلاً } بئس ما استبدلوا بعبادة الرَّحمن طاعة الشَّيطان.

{ ما أشهدتهم } ما أحضرتهم، يعني: إبليس وذريَّته { خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم } أخبر عن كمال قدرته، واستغنائه عن الأنصار والأعوان فيما خلق { وما كنت متخذ المضلين عضداً } أنصاراً وأعواناً لاستغنائي بقدرتي عن الأنصار.