الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } * { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } * { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } * { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً }

{ واضرب لهم } لقومك { مثل الحياة الدنيا كماء } أَيْ: هو كماءٍ { أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض } أَيْ: شرب منه فبدا فيه الرِّيّ { فأصبح } أي: النَّبات { هشيماً } كسيراً مُتفتِّتاً { تذروه الرياح } تحمله وتفرِّقه، وهذه الآية مختصرةٌ من قوله تعالى:إنما مثل الحياة الدنيا.... } الآية. { وكان الله على كلِّ شيء } من الإنشاء والإِفناء { مقتدراً } قادراً، أنشأ النَّبات ولم يكن، ثمَّ أفناه.

{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا } هذا ردٌّ على الرُّؤساء الذين كانوا يفتخرون بالمال والأبناء، أخبر الله سبحانه أنَّ ذلك ممَّا يُتزيَّن به في الحياة الدُّنيا، ولا ينفع في الآخرة { والباقيات الصالحات } ما يأتي به سلمان وصهيب وفقراء المسلمين من الصَّلوات والأذكار والأعمال الصَّالحة { خير عند ربك ثواباً } أفضل ثواباً، وأفضل أملاً من المال والبنين.

{ ويوم } واذكر يوم { نسيّر الجبال } عن وجه الأرض كما نُسيِّر السَّحاب { وترى الأرض بارزة } ظاهرةً ليس عليها شيءٌ { وحشرناهم } المؤمنين والكافرين { فلم نغادر } نترك { منهم أحداً }.

{ وعرضوا على ربك } يعني: المحشورين { صفاً } مصفوفين، كلُّ زمرةٍ وأمَّةٍ صفٌّ، ويقال لهم: { لقد جئتمونا كما خلقناكم أوَّل مرة } حُفاةً عُراةً فرادى { بل زعمتم } خطابٌ لمنكري البعث { أن لن نجعل لكم موعداً } للبعث والجزاء.