الرئيسية - التفاسير


* تفسير الوجيز/ الواحدي (ت 468 هـ) مصنف و مدقق


{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } * { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إِلـٰهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } * { هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } * { وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً } * { وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } * { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }

{ نحن نقصُّ عليك نبأهم } خبرهم { بالحق } بالصِّدق { إنهم فتية } شُبَّانٌ وأحداثٌ { آمنوا بربهم وزدناهم هدى } ثبَّتناهم على ذلك.

{ وربطنا على قلوبهم } ثبتناها بالصَّبر واليقين { إذ قاموا } بين يديّ ملكهم الذي كان يفتن أهل الأديان عن دينهم { فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعواْ من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططاً } كذباً وجوراً إنْ دعونا غيره.

{ هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة } يعنون: الذين عبدوا الأصنام في زمانهم { لولا } هلاَّ { يأتون عليهم } على عبادتهم { بسلطانٍ بيِّن } بحجَّةٍ بيِّنةٍ { فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً } فزعم أنَّ معه إلهاً، فقال لهم تمليخا - وهو رئيسهم -:

{ وإذ اعتزلتموهم } فارقتموهم { وما يعبدون } من الأصنام { إلاَّ الله } فإنكم لن تتركوا عبادته { فأووا إلى الكهف } صيروا إليه { ينشر لكم ربكم من رحمته } يبسطها عليكم { ويهيَّىء لكم من أمركم مرفقاً } يُسهَّل لكم غذاءً تأكلونه.

{ وترى الشمس إذا طلعت تزاور } تميل عن كهفهم { ذات اليمين } في ناحية اليمين { وإذا غربت تقرضهم } تتركهم وتتجاوز عنهم { ذات الشمال } في ناحية الشِّمال، فلا تصيبهم الشَّمس ألبتةَ؛ لأنَّها تميل عنهم طالعةَ غاربةً، فتكون صورهم محفوظة، { وهم في فجوة منه } مُتَّسعٍ من الكهف ينالهم برد الرِّيح ونسيم الهواء. { ذلك } التَّزوار والقرض { من آيات الله } دلائل قدرته ولطفه بأصحاب الكهف. { من يهد الله فهو المهتد } أشار إلى أنَّه هو الذي تولَّى هدايتهم، ولولا ذلك لم يهتدوا.

{ وتحسبهم أيقاظاً } لأنَّ أعينهم مُفتَّحة { وهم رقود } نيامٌ { ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } لئلا تأكل الأرض لحومهم { وكلبهم باسط ذراعيه } يديه { بالوصيد } بفناء الكهف { لو اطلعت } أشرفت { عليهم لوليت } أعرضت { منهم فراراً ولملئت منهم رعباً } خوفاً وذلك أنَّ الله تعالى منعهم بالرُّعب لئلا يراهم أحد.